يسقط يسقط حكم العسكر

May 21, 2009

نتعاطف انسانياً نعم... نوظف سياسياً لا



النهاردة يوم من ايام الوطن ( مذيع بالتليفزيون المصري )
مصر اليوم سرادق كبير من اجل فقيد مصر ( نائب برلماني )
تحب توجه رسالة لاعداء الوطن بالمناسبة دي تقول ليهم ايه ؟ ( مذيع بقناة المحور)
الشعب كله اثبت اليوم انهم ابناء الريس( مذيع بقناة خاصة )
بيوت المصريين كلها بتبكي من امبارح ومش عارفين هيبطلوا عياط امتي ..الجرح فوق الاحتمال ( مذيع بالمحور )
28 سنة الريس بيطبطب علينا واحنا النهاردة بنطبطب عليه ونقوله ربنا يصبرك يا ريس ( صحفي معارض )
هذا الشعب يحب هذه الاسرة وسيقف وراءها بكل ما لديه ( كاتب ونائب معارض )
لا ننكر الحزن الذي حل بالبلاد والعباد ( المفتي )
كل الموظفات كانوا لابسين اسود النهاردة – الاساتذة طلبوا مني تأجيل الامتحانات مش قادرين من شدة الحزن – الطلاب جاءوا الجامعة ومقدروش يحضروا المحاضرات من شدة الألم (رئيس جامعة اقليمية )
موت محمد دليل ان الاسرة كلها هتبقي في الجنة معاه والده وامه وجده وجدته ( شيخ بقناة سلفية )
حزن الناس بحجمه الكبير دا بيأكد وفاء الناس للريس واحساسهم بجهده لاسعادهم طوال 28 سنة ( اسامة منير)
انحياز الرئيس للبسطاء دوما هو اللي خلي الناس تحزن كدا معاهوتبكي من قلوبها ( رئيس جامعة )

في البداية نفرق بين التعاطف الانساني مع اي مصاب بابتلاء او محنة وضرورة الوقوف بجواره ومواساته فهذا خلق الانسانية وهذه اخلاق حثنا عليها الدين مهما كان شخص المصاب ولو كان علي غير ديننا وهذا التعاطف الانساني والمواساة هو واجب انساني قبل ان يكون واجب ديني

عاطفة الابوة عاطفة نبيلة ، فقد الابن لا يعرف قسوته الا من عاني منه وعايشه وكيف الحال اذا كان هذا الابن في مقتبل العمر وريعان الشباب ، لذلك قبل اي كلام نعزي السيد علاء مبارك في مصابه الجلل ونسأل الله ان يرزقهم الصبر والسلوان واحتمال الاحزان وان يعوضهم عنه

نختلف مع النظام الحاكم ونعارضه ولكن نقف معا في خندق واحد في مجال الانسانية التي يجب ان نبعد عنها خلافاتنا السياسية ، فاذا جمعنا حدث انساني فنحن فيه بشر ولسنا خصوم سياسين لا نشمت في من نعارضه ولا تصل اختلافاتنا الي هذه الدائرة الانسانية وهذه اخلاق الشرفاء

حزنت كانسان وتألمت وانا أري وجه الطفل البريء الذي اختارته الاقدار ليرحل عن الدنيا في سنة مبكرة وتخيلت انه ابني فلم استطع ان اتخيل كيف سيكون حالي ان مررت بهذا الموقف

نعم مثل ملايين المصريين الطيبين كانت مشاعري الانسانية المتعاطفة حتي فتحت التليفزيون بقنواته المختلفة الحكومية والخاصة لتتحول مشاعري تماما الي الضيق والقرف والاصابة بالغثيان

كتيبة كاملة من الاعلاميين المعروفين والفنانين يشاركهم شيوخ ورجال دين تم توظيفهم منذ الصباح الباكر ليعزفوا معا سيمفونية نفاقية شديدة الرخص ، انتقل من قناة الي قناة ، اما اسمع ايات من القرأن او اري وجها يتصنع الحزن ويلقي بعبارات النفاق والتزلف الرخيص من النوعية التي اشرنا اليها في البداية

تتساوي في ذلك القنوات الدينية وقنوات المنوعات وبما فيها ميلودي ومزيكا واوتي في وغيرهم ، ابحث عن اي مبرر لفعل ذلك لا اجد ، لا عتقد ابدا ان الرئيس او احدا من اسرته طلب ذلك من هؤلاء ، ولكن محترفي النفاق والعهر الاعلامي النفاقي وجدوا فيها فرصتهم ليثبتوا انهم افضل من غيرهم وانهم يستحقون مواقعهم التي تم تعيينهم فيها ، واصحاب القنوات الخاصة من رجال الاعمال وجدوا ايضا انها فرصة لمغازلة النظام واثبات الولاء التام والانصياع ولو كان حتي ذلك علي خلاف ما يؤمنون به من قيم تتجلي فيما تعرضه شاشاتهم الفضائية من مواد عري واباحة وخروج عن قيم المجتمع المصري

بدا اليوم انه مباراة كبيرة ... من ينافق اكثر ؟ من يتزلف أكثر ؟ من يزايد أكثر ؟ من يثبت انه الاروع والاكفأ ؟ من ؟

قد لا اعيب علي رجال الاعلام الرسمي فهم يقبضون مرتباتهم لفعل ذلك ، ولكن الاعلام الخاص او المستقل ما الذي يجبره علي فعل ذلك ؟

وشيوخ الدين واساتذة الكليات الازهرية ما الذي يجعلهم ينزلقون الي هذا المنزلق الذي لا يليق بهم ويقلل من شأنهم ؟

كان يكفي الجميع ان ينعي الفقيد بكلمات العزاء والدعاء المأثورة والمتعارف عليها ، لماذ ا تحول الجميع الي متزلفين ؟ لماذا خلطوا بين ما هو سياسي ومابين هو انساني محض ؟

لقد ضيعوا جرعة التعاطف الفطرية التي اكتست بها مصر منذ علمها بالحدث ، اخطأ خبراء الاعلام والعلاقات العامة في النظام وجعلوا الناس تخرج من دائرة التعاطف الانساني الي دائرة المقارنات السياسية وتذكر اوضاعهم التي يعايشونها والتي يرون ان النظام هو المسئول الاول عما هم فيه ، جرعة النفاق المبالغ فيها جعلت الناس تتذكر ضحايا العبارة وقطار الصعيد ومراكب الهجرة الغارقة بمئات الشباب الذين اكلتهم اسماك البحار وتتذكر كيف كان المصريون يبكون ويتألمون بينما قنوات التليفزيون الحكومي والخاص تذيع الاغاني وبرامج الترفيه وكأنه لا يوجد حدث حرق قلوب الناس .......

في النهاية خالص عزائنا في طفل بريء ليس له ذنب فيما يجري وفيما جري ، ونقول للمزايدين والمطبلين والمهللين ..... لقد أسأتم الي الرئيس
المقال بقلم: دكتور مصطفى النجار

2 comment:

عزتي اسلامي said...

بجد الكلام ده كله صح بس في نقط كده مش تعديليه قد ماهي يمكن توضيحيه
1-مبدأيا انت بتتكلم عن حفيد الرئيس فطبيعي جدآ ان كل الضجه الاعلاميه دي تحصل مش حاجه تستدعي اننا حتي نستغرب وكله كوم ونجيب ساويرس اللي جاب في قناته القرأن دي كانت قويه قوي :]
2-للاسف احنا شعب عاطفي جدآ سواء مع اللي يستاهل او لا عشان الشعب مش مميز
هي عاطفته دي رايحه فين انا بجد حاسيت ان الولد ده ابني بس في غيرو برده اولادي مش لاقين دوا يمكن بتلاتين جينه وبيموت بسببها
ده غير مرضي السرطان اللي المرض بياكل فيهم ومحدش حتي بص عليهم او معهد الاورام او او او
وبرضه قلب بابهم بيتقطع عليهم وهما قدامهم ومفيش حاجه قادرين يعملوها
وتكفي في الاخر ان الرئيس شكر كل اللي قدمو ليه العزاء ده كان واجب عليه بعد كل ده ان يصرف لمصر كلها مكفائات ويلغي امتحانات السنه دي وينجحنا بس يلا بقي شعب طيب بيرضي بقليله
طولت عليكم وربنا يرحم اموات المسلمين اجمعين

Unknown said...

انا معاكى فى كل كلامك
هو بس كان الاستغراب من ردود الفعل الاوفر عن الطبيعى و طبعا الرئيس و عائلته ملهومش ذنب فى ده بالعكس كانوا بيحاولوا يمنعوه لكن فى ناس النفاق بيجرى فى دمها مجرى الدم ولقوا فرصة ينافقوا لا وكمان يزايدوا على بعض فى النفاق..
اه فعلا من نحية شعب طيب هو طيب اوى
:D